محمود درويش بين أصالة الانتماء وحداثة الارتقاء..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
يقول محمود درويش عن نفسه :
أنا جئت من تراكم الإبداع العربي..
وهو بهذا القول يقطع الطريق على كل من يتهمه بالحداثة المبتذلة المستوردة خصيصاً
لإفساد الذوق الشعري العربي...
صحيح أن بعض قصائده كانت ذات طابع حداثي مثير للاستغراب مثل قصيدته إبان حرب
تشرين التحريرية..
والتي يقول فيها:
دمشق الطريق..
الطريق دمشق..
من الأزرقي يبدأ الأزرق..
ومن البرتقالي يبدأ البرتقال..
بينما كان نزار قباني يغرد برائعته:
أتراها تحبني ميسونُ..
أم توهمت والنساء ظنونُ..
شام ياشام ياأميرة حبي..
أوينسى غرامه المجنون ُ..
لكن محمود درويش القائل:
يادامي العينين والكفين إن الليل زائل..
لاغرفة التوقيف باقيةٌ ولازرد السلاسل..
نيرون مات ولم تزل..روما بعينيها تقاتل..
وحبوب سنبلةٍ تجف ستملأ الوادي سنابل..
هذا الشاعر الكبير تعامل مع الحداثة كما ينبغي باعتبارها سنة كونية لابد منها..
فنهر الإبداع إذا توقف عن الجريان يتحول إلى بركة آسنة..
وإذا غير مجراه يتشتت..
ولن أطيل باستحضار أمثلة أخرى..
فقط أقول أن الحداثة المبتذلة المستوردة خصيصاً
لإفساد الذوق الشعري العربي...
و التي تلفظ أنفاسها الآن لاتحتاج لأي إسفين يدق في عنقها الرخو..
فأول إشراقة للشمس يذوب الثلج..
ويتبين المرج من الأشياء الأخرى..
ولن أدخل نفسي في تفصيلات فالأمر لايحتاج..
ولايصح أبداً إلا الصحيح..
تحياتي ومودتي..